مقالات

أهالي الدريهمي بين مآسي التشريد والحصار وبين مطالب تحرير مدينتهم

بقلم / نجيب المحبوبي

يمر يوم ويأتي آخر ومازال أبناء مركز مديرية الدريهمي ينتظرون حقهم في العودة إلى منازلهم التي مازالت تتمترس بداخلها المليشيات الحوثية المتمردة، وتحتجز العشرات من المواطنين الذين جعلتهم دروعاً بشرية لها، فيما أطراف المدينة من جهاتها الأربع أصبحت حقولا للألغام الفردية والألغام المضادة للدروع .

أكثر من عام مر وحال أبناء الدريهمي لم يتغير ، الآلاف يعيشون في العشش وتحت النخيل بالقرب من مدينتهم، ومنهم من نزح الى مخيمات النازحين في الخوخة والمخا وبعض المحافظات المجاورة .

قبل ثلاثة أيام سيرت هيئة الصليب الأحمر الدولي قافلة غذائية وطبية الى مدينة الدريهمي، وذلك بحسب الاتفاق المبرم بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي مع الأمم المتحدة بالسماح لها بإغاثة المواطنين المتواجدين في المدينة، واخراج الجرحى المدنيين ، لكن للأسف انتهكت مليشيات الاجرام الحوثية تلك الاتفاقية وسمحت بدخول القافلة فقط ومنعتهم من مقابلة المواطنين واخراج أي أحد منهم.

وكان ابناء المدريهمي النازحين في المناطق المحررة قد طالبوا الصليب الأحمر باخراج المدنيين وطرد المليشيات الحوثية من مدينتهم ، فيما أكد مبعوث الصليب الأحمر للنازحين أن الفريق ذاهب لمساعدة المدنيين وإخراج الجرحى .

ولم يتسلم المواطنين المحاصرين في المدينة شيء من المواد الغذائية التي استحوذت عليها المليشيات المتمردة ووزعتها على المسلحين التابعين لها وللمقربين منها وحرمت السكان المحاصرين منها ، فزادت معنويات مسلحيها بفضل الإغاثة التي نهبتها بعد أن كانت معنوياتهم قد ضعفت نتيجة لإنقطاع خط الإمداد عنهم .

وخلال تغطيتي الإعلامية ومواكبة القافلة التقيت بكبار السن وبالرجال والنساء والأطفال من أبناء الدريهمي .. جميعهم طالبوا بإخراج المليشيات الحوثية من مدينتهم، ومنهم من طالب بإخراج والده ومنهم ناشد بإخراج إبنه وآخرين لا تزال أسرهم بأكملها محاصرة من قبل الحوثيين .. لكنهم جميعاً لا يعرفون ما مصير من يطالبون بإخراجهم من المدينة بعد أن انقطع التواصل معهم منذ أكثر من عام ، ولا يعلمون من لا يزال على قيد الحياة منهم ومن مات !! كون المليشيات الحوثية قد جمعتهم جميعاً في وسط المدينة ، وأقدمت على سحب الهواتف منهم ، ولا توفر لهم سوى وجبة واحدة فقط في اليوم الواحد .

يمضي يوماً بعد آخر والدريهمي تعيش الحال نفسه، وسيطول أمرها أكثر وأكثر لطالما والأمم المتحدة والمنظمات الدولية تتعامل من تلك المليشيات كطرف رئيسي تحت إسم الانسانية ، بينما الانسانية تبرأت من تلك المليشيات التي انتهكت كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية .